الشيف أفنان الجعدي: الجدية تصنع الطاهي الحقيقي.. وشهرة الميديا مجرد فقاعة

في 23 سبتمير الماضي، أقيمت الاحتفالات المميّزة لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وفي تلك المناسبة، حرصت نور، العلامة التجارية الأولى في مبيعات زيت دوار الشمس في الشرق الأوسط على إقامة حدث خاص يليق باحتفالات العيد الوطني يمثل مشاركتها الخاصة بفعالياته.
ولهذا الهدف، تعاونت "نور" مع موسوعة غينيس للأرقام القياسية لإنشاء أكبر علم سعودي في العالم (139.32 متر مربع) مصنوع من صناديق تحتوي أفضل إبداعات الطهي من أيدي النساء السعوديات، ما أضفى على الفكرة تميّزاً استثنائياً نتيجة إبتكارها وهدفها المُلهم.

حظيت الحملة بالكثير من ردود الفعل الحماسية، وتمثل ذلك عبر تعهد أكثر من 40 ألف امرأة سعودية بكل إخلاص بتقديم دعمهن وتقديم إبداعاتهن المفضلة واللذيذة باستخدام زيت نور للتعبير عن فخرهن بالأمة والوطن.

مؤخراً أطلقت شركة نور حملة كمبادرة لدعم المرأة، وتتضمن شعار أن دور المرأة لا يقتصر على المطبخ.. وقد اخترنا الشيف أفنان الجعدي التي تمثل نموذجاً للمرأة السعودية المستقلة والمعطاءة والملهمة لتتحدث حول تجربتها ونظرتها إلى تلك المبادرة وأهميتها.


• لمن لا يعرف الشيف أفنان كيف تعرفينا بنفسك؟
أنا أفنان الجعدي pastry chef & cake decorator، فنانة وإدارية، درست إدارة الأعمال وعملت بها لمدة سبع سنوات في كبرى الشركات، حتى تقلدت منصب مدير أداء وتخطيط.
عشقت الطبخ والرسم منذ الصغر، ولذلك اخترت تخصص الحلويات الفرنسية والخبز؛ لأن فيه فناً، صبر وإبداع.
• حدثينا عن خطواتك الأولى في عالم الطبخ، ومن معلمك الأول فيه؟
بدأت الطبخ في سن صغيرة واستمر معي في جميع سنوات دراستي، ولكن الخطوة الأولى التي رسمت لي طريقي في عالم الطهي كانت في العام 2011 وذلك بعد اشتراكي في مسابقة للطبخ حصلت فيها على المركز الأول، ومن بعدها جاءت مشاركتي في (ماستر شيف) وكانت تلك هي نقطة الانطلاق واتخاذي القرار بترك العمل والتخصص في هذا المجال. أما معلمي الأول فهو الشيف بدر فايز، الذي أخذت منه أساسيات الطبخ قبل أن ألتحق بمدارس محترفة للطبخ خارج المملكة.
تحدٍ وإصرار
• ما السبب في تركك للعمل واتجاهك للطبخ في مجتمع لا يقدر المهنة في ذلك الوقت؟
رغم محبتي لعملي في الإدارة والتخطيط والمنصب الجيد الذي كنت أشغله، إلا أني لم أجد نفسي فيه، وأعتقد أن السبب في ذلك أني فنانة تكره التكرار وتعشق الإبداع، أضف إلى ذلك شغفي بالطبخ والذي كنت أرى من خلاله مالا يراه الناس، ذلك الأمر دفعني للتضحية والتخصص فيما أعشقه.
• كيف تخطيت الوضع الاجتماعي المرتبط بالطبخ آنذاك
كان المجتمع في ذلك الوقت ينظر إلى الفتاة التي تعمل في هذا المجال نظرة غير مرضية، وكان كثير ممن حولي ينظرون إليّ بتعجب، فكيف أتخلى عن وظيفة مرموقة مقابل أن أعمل (طباخة)، متناسين بأن الطبخ يصنع الحضارات ويغذي الروح قبل الجسد، أما اليوم فقد تغيّرت تلك النظرة الدونية التي كانت تعتلي محيا كل من يُذكر أمامه بأن فلاناً طاهٍ، وأصبح المجتمع فخوراً بهذه المهنة.

 حملة نور أويل
 

ماهي المبادرات التي برزت في الآونة الأخير في المجال ونالت استحسانكم؟
هناك العديد من المبادرات الجيدة ذات البصمة كمبادرة (ماجي)، (نستله)، واليوم برزت (حملة زيت نور.

• كيف تنظرين إلى حملة شركة نور أويل التي أطلقتها مؤخراً كمبادرة لدعم المرأة، وتتضمن شعار أن دور المرأة لا يقتصر على المطبخ، فما رأيك في أن تكون المرأة زوجة وأم وسيدة أعمال في وقت واحد؟
أؤيد ذلك بشدة، فقد ميز الله النساء عن الرجال بالقدرة على إنجاز المهام المتعددة في ذات الوقت، فعلى الرغم من أن المرأة لديها الكثير من الالتزامات، بين العمل والأسرة، والالتزامات الأخرى، إلاّ أنها تستطيع الموافقة بين كل ذلك بمنتهى الحرفية.

• وما الذي استلهمتيه من حملة شركة نور أويل، والأفكار التي استقيتيها منها؟
مع كمية الشغف وحب المهنة الكبير الذي أحمله في داخلي، أحسست بأن قدرتي على التأثير الإيجابي والإلهام في حياة الآخرين قد ازدادت، وارتفع مقدار قوة التحدي التي أتمتع بها، فعلى الرغم من ظروفي الصحية التي أعاني منها إلا أني لم أدعها أن تقف عائقاً بيني وبين تحقيق هدفي.

موهبة استثنائية
ماهي مدرسة الطبخ التي تتبعينها، وما الذي ينقص الشيف السعودية للوصول للمنافسة العالمية؟
أتبع المدرسة الفرنسية، أما بالنسبة للوصول إلى العالمية فيحتاج إلى التركيز على المحتوى المقدم والعمل على تطوير الذات والقدرات وتقنيات الطبخ بدلاً من التركيز على السوشيال ميديا.
 

 لديك موهبة استثنائية جمعت فيها بين الرسم والطبخ، كيف استطعت الجمع بين اتجاهين مختلفين؟
منذ أن كان عمري ثلاث سنوات وأنا أرسم، كما أني تربيت في منزل فني، كبرت فيه وأنا استمع إلى الموسيقى والأوبرا، وقد أكون قد ورثت ذلك عن والدي الذي كان فناناً وموسيقاراً وملحناً، أما حين احترفت الطبخ توجهت إلى مجال الخبز والحلويات الفرنسية؛ لأن فيه مساحة كبيرة للفن خصوصاً الكيك الذي أرسم فيه لوحات فنية لا تتكرر.
• برزت بعض الأسماء لشيف سعوديات، برأيك ماهي عناصر النجاح التي اعتمدن عليها؟ وما هو حجم المنافسة؟
«الميديا» من أكثر العناصر التي أسهمت في بروز أسماء فرضت نفسها على الساحة، ونالت حظاً من الشهرة، بالنسبة لي لم ألتفت إلى هذا المجال ولا يعني لي شيئاً؛ لأني أراه كالفقاعة التي سرعان ما ستزول، أما الجد والاجتهاد ونتائج العمل فهي من سيري الناس من هو (الطاهي الحقيقي)، وفيما يخص المنافسة فأنا لا أتنافس إلا مع نفسي بين الأمس واليوم.


كيف تكونين طموحة
• كيف تشجعين الفتيات على تبني هذه الأفكار وتحويلها إلى عمل يومي وطموح للمستقبل؟
دائماً ما أقول لكل من لديه حلم أو طموح (احلم، دوّن، ثم نفذ)، وعند التنفيذ ستظهر الأخطاء التي يمكن حلها والتعلم منها مستقبلاً.
• ماذا تقولين للرجل للمساعدة في دعم وتمكين المرأة وإبداعها؟
شكراً لكل رجل يدعم المرأة ويساعدها في تنمية طموحها وذاتها، وأنا أقول شكراً لوالدي وإخواني، وكل من وقف إلى جانبي ودعمني من أهلي وأصدقائي.
• قدمي 3 نصائح سريعة للمرأة للحفاظ على طموحها وأنوثتها ومظهرها.
ينبغي على كل سيدة أن تحافظ على أنوثتها، وألاّ تسمح لطموحها أن يطغى عليها، فحتى وإن كانت المرأة عاملة ومنافسة للرجل عليها أن تحافظ على أنوثتها وجمال مظهرها، كما يجب عدم الدخول في مواجهة وتحدٍ مع الرجل حتى لا تخسر تلك الأنوثة.
بطاقة
أفنان الجعدي
Pastery chef & cake decorator
خريجة إدارة أعمال- موارد بشرية
خبرة في الإدارة لمدة سبع سنوات
درست فنون الطهي وتخصصت كشيف حلويات في عدة دول وعدة مدارس في دول مختلفة منها فرنسا (cordon bleu، Alain de cassé...) أميركا، مدرسة روسية في دبي، أبوظبي وسنغافورة.
مؤسسة وصاحبة مخبز (une meringue) الخاص
رسامة
Food stylist
صاحبة المركز الثاني ماستر شيف العرب 2014

مواضيع قد تعجبك
مزيد من نصائح الشيف

تسجيل الدخول

بحث متقدم
التصنيفات
الشيف
المطبخ