بيروت- عفت شهاب الدين
مع انتشار فيروس كورونا في كافة أنحاء العالم وفرض الحجر المنزلي والتعبئة العامة تجنّباً لانتشار هذه العدوى، الأمر الذي أدى الى مكوث عدد كبير من العائلات داخل منازلهم والاستغناء عن كل المشاريع الحياتية،بات الطبخ من أولوياتهم لا بل من ركائز يومياتهم إن كان فيما يتعلق بتحضيرأطباق السلطات، الأطباق الرئيسية، الحلويات وحتى العصائر... وبعض التجارب التي لا تخلو من التسلية والترفيه عن النفس، ولا شك فيه أن المطبخ داخل كل بيت قد تحوّل الى حقل أو مختبر للتجارب المطبخية الناجحة أحياناً والراسبة أحياناً أخرى تبعاً للمزاج والنفسية.
عفوي وتلقائي
في لبنان ولدت فكرة Friends With The Chef بشكل عفوي وتلقائي دون أي تحضيرات مسبقة كما يقول الشيف رودي عبد الله (38 عاماً) لـ "سيدتي" بمشاركة كل من دانيال الخازن (41 عاماً) وكارل عبد الله (32 عاماً).
"في إحدى ليالي الحجر المنزلي كنا مجتمعين في المنزل وطرحنا فكرة إعداد صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع أكبر قدر ممكن من الشريحة اللبنانية ومشاركتهم حبّهم في مجال الطبخ وإعداد الطعام، ووافق عليها كل من دانيال وكارل وبدأنا بتقسيم المهام فاستلمت أنا الطبخ كوني أتمتّع بخبرة مميزة في هذا المجال وأخوضه بعد دراسة وتعب سنوات طويلة، بينما تسلّمت دانيال جميع الامور الإدارية بسبب خبرتها وعملها مع المنظمات غير الحكومية والأجانب وتسّلم كارل مهمام الانترنت والإشراف على الصفحة والتسويق والسوشيال ميديا.
كنت أطبخ لرفاقي خاصة بعدما خسرت وظيفتي بسبب الازمة الاقتصادية التي حلّت بالبلاد، حتى أن مشروعي الذي كان قيد التنفيذ في الكويت تمّ توقيفه بسبب انتشار فيروس كورونا وإغلاق المطارات... كل الأمور تبدّلت وتغيّرت ولم يعد بمقدورنا لا السفر ولا حتى القيام بأي مشروع داخل لبنان".
صديقة للبيئة
يضيف الشيف رودي في حديثه قائلاً الى أن "الوجبات توضع في حاوية للطعام Food Container بطريقة صديقة للبيئة ولا يتم استخدام البلاستيك أبداً، بالإضافة الى أن جميع الإجراءات الوقائية يتم أخذها بعين الاعتبار مثل تعقيم الخضار والفاكهة على سبيل المثال، فالشخص الذي لا يملك الوقت الكافي لتحضير طعامه يستطيع اللجوء إلى هذه المبادرة والتواصل معنا من أجل تنظيم يوميّاته بشكل صحي وغذائي، فأنا شخصياً أشتري الأغراض كل يوم باكراً والتي أحرص على أن تكون طازجة وصحية ، بالإضافة الى حرصنا واهتمامنا بطريقة تقديم الأطباق التي تطغى عليها الألوان والزينة.
المشكلة التي تواجهنا كغيرنا من الأشخاص طبعاً هي الغلاء الفاحش في المواد الأولية من يومٍ الى آخر، ولكن بالرغم من كل هذا يبقى الأمل السبيل الوحيد الذي نتعلّق به كاصحاب مشروع ونجتهد من أجل استمراريته على أمل أن ينتشر أكثر وأكثر.
حبّي وشغفي للطبخ منذ الصغر يدفعني ويحثني الى تقديم الأفضل كل يوم حتى أنني قمت بتكبير فرن الغازعندي في المطبخ واشتريت طناجر كبيرة للطبخ حتى أتمكّن من تلبية جميع الطلبات".
المطبخ العالمي
حول الأطباق الأكثر طلباً، يشير الشيف رودي الى أن المشروع يلبّي كل الاطباق مع التركيز على الطعام الصحي من كل المطابخ العالمية (الايطالي، الهندي، الفرنسي، العربي....) بسعرات حرارية قليلة ومواد دهنية خفيفة جداً مع المحافظة بالطبع على مذاق هذا الاطباق بشكل مميز ورائع.
نحن لسنا بمركز صحي لتقديم الوجبات بل نحن نقدّم خدمة الطعام الصحي للمنازل بسبب انتشار فيروس كورونا لمساعدة الناس وحثّهم على المحافظة على صحتهم وسلامتهم،الاطباق المطلوبة تكون عادة حسب رغبة وذوق كل شخص فالاجانب على سبيل المثال يفضلون المطبخ اللبناني مثل أطباق اليخاني، الكبة باللبن، الكفتة بالصينية بالإضافة الى الاطباق العالمية والأطباق المنوّعة الاخرى.
وأخيراً أود أن أشير الى نقطة مهمة جداً وهي أنه لا يتم تخزين الطعام حتى اليوم التالي، بل يتم الطبخ بشكل يومي بسبب المسؤولية الكبيرة املقاة على عاتقنا".
أضف تعليق