للعام الثاني على التوالي، نعيش شهر رمضان الفضيل منقوصاً من العديد من الطقوس والأجواء الاحتفالية والعبادية التي تعودنا عليها منذ قرون طويلة، وذلك بعد أن خيم شبح جائحة كورونا/كوفيد 19 على العالم بأسره، والعالم الإسلامي خصوصاً، حيث كان لهذه الجائحة التي نسأل الله أن تزول بأقرب وقت، أثرها في إغلاق بيوت الله، والتقليل من مساعدة بعضنا والمحتاجين منا، كما اعتدنا في كل شهر رمضان. ولكن التأثير الأكبر بلا شك، كان في الأثر الصحي لهذه الجائحة. وهنا يتساءل الكثيرون منا عن تأثير الصّيام في هذه الظروف الطارئة والخارجة عن إرادتنا، وهل من الممكن أن يُضعف الصيامُ قدرَتَنا على تحمل والوقاية من هذا الفيروس الخطير الذي أرعب العالم..؟
ربما يكون الجواب أسهل كثيراً مما نعتقد، لأننا ندرك تماماً منذ القِدم فوائد الصيام الصحية العديدة. لذلك، فبكل تأكيد أن صيام رمضان سيساعدنا على المستوى الصحي في مواجهة الجائحة. لما له من فوائد صحية ونفسية لا تعد ولا تحصى، من بينها فوائده الصحية على الكبد والجهاز الهضمي والقولون والقلب والأوعية الدموية وغيرها من أعضاء الجسم، ولكن تأثيره الصحي الأكبر، يكون في تعزيز عمل جهاز المناعة، خط الدفاع الأول والأهم في مواجهة الفيروس.
ووفقاً لما نشره موقع "هيلث لاين"، أن الصيام يعمل على تعزيز وتدعيم جهاز المناعة في أجسادنا، ويجعله قادر على التصدي والمقاومة لمختلف أشكال العدوى الفيروسية، ومن بينها بكل تأكيد فيروس الكورونا، حيث يساعد الصيام في محاربة الإجهاد التأكسدي، الذي يلعب دوراً هاماً في مقاومة الالتهابات المختلفة التي قد تكون سببا للإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
وبحسب عددٍ من الأبحاث العلمية، فإن الصيام يقلل من مقاومة الجسم للأنسولين، ويعزز من عملية التحكم في نسبة السكر في الدم، كما أنه فعال في مقاومة الالتهابات المختلفة. كما أن الصيام يعمل على تحسين ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم، من خلال تعزيز صحة القلب. ومن جهة أخرى، فإنه يزيد من إفراز هرمون النمو ويؤخر من ظهور علامات الشيخوخة.
أضف تعليق