المصممة ياسمين نور الدين: لمساتي عائلية في تحضير مائدة العيد

دبي - لينا الحوراني

أناقة ساحرة، وألوان تبهج النظر، في بيت عائلي دافئ، قابلتنا المصممة ياسمين نور الدين، التي أعدت لكاميرا "سيدتي" مائدة استقبال عيد الأضحى المبارك، ورسمت تلك الأطباق الرخامية، ملامح من تصميم ياسمين نور الدين، التي أبدعتها بأناملها التي تشكل قصة طفولة عادت بذكرياتها إليها، وهي تنسق تلك المائدة.

نشأت ياسمين نور الدين في مصر، حيث العيد مناسبة كبيرة ومميزة، تستذكر قائلة: "كنا كأطفال نتحمس كثيراً لشراء ملابس العيد، وكانت جدتي تعد أصنافاً لذيذة من الحلويات والبسكويت التقليدي. بالنسبة لي، لم تكن الأناقة مرتبطة بالفخامة، بل كانت في طريقة تنسيق السفرة، وفي اجتماع العائلة حولها. كانت الأناقة تكمن في لحظات الضحك، والقصص، والذكريات الجميلة التي نعيشها معاً".

  • الأناقة في زفافي

وعن ذكرياتها في أكثر وليمة أنيقة حضرتها، تقول ياسمين: "بالنسبة لي، حفلات الزفاف، خاصة زفاف أفراد العائلة المقربين، تمثل قمة الأناقة. كل التفاصيل من موسيقى وزهور وإضاءة وطعام تُحضّر بعناية وجهد كبير. أما أكثر مناسبة أنيقة حضرتها، وسأكون متحيزة هنا، فهي زفافي. كانت الأناقة في الطريقة التي خصصت بها التقاليد لتناسب أسلوبي وطريقتي في الحياة، وفي كمية الفرح والمرح التي جمعتني بعائلتي وأصدقائي في هذا اليوم".

ياسمين سيدة عربية تحب تصميم وإنشاء أثاث حديث بلمسات إسلامية وشرق أوسطية، وهي لا تستلهم من أي عصر محدد. على الرغم من أنها في عالم اليوم، فقد عرضت بامتنان تصاميمها في أسبوع التصميم في دبي، كما شاركت في آرت دبي، وآرت أبوظبي، وفي معارض فنية بارزة في Cairo Design Week، تميل تصاميم الأثاث الذي تبدعه ياسمين بمجملها إلى اللون الأبيض، حتى المساحة التي تعيش وتعمل بها بدت بيضاء، تتابع قائلة: «الأبيض هو شخصيتي الهادئة، وهذا لا يعني أنني لا أحب الألوان. بل أشعر بالإثارة عندما يكون زبائني شجعاناً ومغامرين بالألوان والقوام.. وكل ما يمكنني قوله عن التصميم مع عملائي هو أنه أمر لا يصدق وممتع. تبدأ بوصفها علاقة عمل وتنتهي بصداقة مستمرة».

  • الزخارف الإسلامية

دائماً ما تنجذب المصممة ياسمين نور الدين لعلم الهندسة، وفن العمارة والزخارف الإسلامية يشكلان مصدر إلهام لا ينضب بالنسبة لها، تتابع قائلة:"لا أرتبط بعصر إسلامي معين، لأن الفن والعمارة الإسلامية تطوّرا عبر القرون وأثّرا في مختلف الثقافات حول العالم. أكثر ما يلهمني هو التأمل في الزخرفة وإعادة تخيلها بطريقة حديثة، كيف يمكنني أن أستخدمها كعنصر هندسي راقٍ يعكس الأصالة بأسلوب عصري.

تستخدم ياسمين مادة الرخام، في أطباقها المميزة، حيث تصميم أطباق Thrive من Space by Yasmin مستوحى من زخرفة إسلامية تقليدية، تم تفكيكها وإعادة ابتكارها لتشكّل شكلاً معاصراً مليئاً بالرمزية. صُنعت كل قطعة من رخام غني بالعروق، وتتخذ شكلاً يشير إلى الأعلى، ما يعكس الحركة والنمو والنوايا الروحية. وعلى الرغم من وظيفتها كصوانٍ، إلا أنها تُعد أيضاً قطعاً فنية تعبّر عن التراث، تمزج بين الماضي والحاضر في تصميم يدعو للتأمل والتفاعل. سواء عُرضت بشكل فردي أو كتركيبة واحدة، تروي هذه الأطباق قصة تطوّر من خلال التصميم، تتابع ياسمين: "هي تجسيد واضح للهندسة والزخارف الإسلامية، في البداية صممتها كطاولات، ثم خطرت لي فكرة تحويلها إلى أطباق رخامية. التصميم مبني على ثلاث قطع على شكل حرف "V" يمكن ترتيبها بطرق متعددة. الشكل الذي أشاركه اليوم هو أحد هذه التكوينات. كلما زاد عدد الأطباق أو تغيّرت الألوان، تغيرت النتيجة بالكامل، مما يمنح كل ترتيب طابعاً بصرياً وإحساساً مختلفاً تماماً. وأنا أجد أن الرخام يضفي على التصميم فخامة ووزناً بصرياً مميزاً. لكن العمل به ليس سهلاً، خصوصاً بسبب ثقله، وكان من أصعب التحديات هو تحقيق التوازن بين جمال الرخام وعمليته، خاصة عندما يُستخدم في تنسيق الطاولة".

  • إعادة التدوير

ياسمين التي بدت متحمسة لتصميم الأثاث والأكسسوارات المنزلية، تحب استخدام المواد الطبيعية في تصميمها، مثل الرخام والخشب، تستدرك قائلة: «أود أن أقدم تصميمي للمواد المعاد تدويرها، والخشب الذي أعيد تشكيله، أنا أقدّر إعادة استخدام الأثاث القديم عن طريق إعادة التدوير، أو تجديد الأثاث الحالي عن طريق إعادة الطلاء أو التنجيد. تبدو جديدة تماماً، أما مشاريع الأحلام، فترغب ياسمين في العمل أكثر على تصاميم المنازل العصرية التي تلائم عائلات المستقبل والمساحات التجارية، التي تختصر المساحات، وتتسع لأكثر مما هو متوقع لها. تستطرد قائلة: "الأهم من ذلك أنني كنت أرغب في تسليط الضوء على الحرفية والمهارات الموجودة في منطقتنا. فاستخدام خامة نبيلة مثل الرخام مكّنني من إبراز براعة الحرفيين المحليين والاحتفاء بغنى التصميم في الشرق الأوسط".

وكطريقة لمشاركة جزء من رحلتها الإبداعية معهم. وتتطلع ياسمين الآن للتعاون مع مجموعة من أمهر الطهاة في المنطقة، للجمع بين فن الطهي والتصميم في تجربة حسية متكاملة تروي قصة أعمق. تعلّق قائلة: "أنا أؤمن أن الجمع بين الطعام والتصميم يخلق تجربة لا تُنسى بكل تفاصيلها".

مواضيع قد تعجبك
مزيد من نصائح الشيف

تسجيل الدخول

بحث متقدم
التصنيفات
الشيف
المطبخ