يؤثر الشره أو ما يدعى "البوليميا" في عدد كبير من الناس حول العالم، بنفس القدر الذي يصاب به النصف الآخر من الناس بفقدان الشهية؛ وبين الحالتين اللتين تمثلان حالة صحية تدعى "اضطراب الشهية"، يتساويان في درجة الخطورة والتأثير في النهج الصحي للفرد.
لكن الشره والإفراط في تناول الطعام يُعبر في أغلب الأحيان عن أعراض أخرى خفيّة في جسمك، وتعبّر عن ألم عاطفي أو جسدي، إذ يُصدر الجسم إشارات خاطئة، يفسّرها عقلك على أنه شعور بالجوع.
وهناك 7 أعراض يجب أن تولي لها قدراً كبيراً من الاهتمام بمجرد ملاحظتها، لأنها قد تضعك في خانة إحدى هاتين الحالتين:
1.تناول كمية كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة، تتبعها مشاكل هضمية، وشعور بالإحباط واللوم يصبّه الشخص على نفسه.
2.ينتشر النهم العاطفي أو نهم الأكل عند النساء أكثر من الرجال بنسبة 60%، وهذا يعود لكون المرأة أكثر تأثراً من الناحية العاطفية، وأكثر تطلباً؛ وهي تصاب بحالة من النَهم في عمر البلوغ، وأحياناً كثيرة في أعمار متقدمة.
3.بعض الفيتامينات إذا نقصت في الجسم مثل الـB12 ـ على سبيل المثال ـ تتسبّب بالإصابة بالاكتئاب، وتؤثر بالتالي في المزاج، كما تولّد شعوراً وهمياً بالجوع.
4.يعبر النهم وشراهة عن عادات الأكل السيئة وإدمان السكر أو الدهون، حين تستمرّ لسنوات طويلة، قبل الإصابة بهذه الحالة، التي تؤثر بشكل كبير في الدماغ، بسبب رفعها منسوب الأدرينالين بشكل مفاجىء، ثمّ الهبوط في وقت قصير، مما يدفع الجسم إلى طلب المزيد من الطعام، مفسّراً هذه الحالة بالجوع.
5.الفراغ العاطفي أو الصدمة العاطفية في بعض الأحيان، وعند فئة من الناس، تتطلب إشباعاً عاطفياً معيناً، إذ يبحث الشخص المصاب في كثير من الأحيان عن ضالته في الطعام، خصوصاً المحلّى منه والكثير الدهون.
6.هناك شخصيات معينة دون غيرها معرّضة لاضطراب الطعام، وهي في العادة تتمثل بأولئك الأكثر ميلاً إلى الاضطراب العاطفي، والسعي إلى الكمال والوسواس القهري.
وتُعدّ الإصابة بالقلق المزمن من الأسباب الرئيسية للإصابة باضطراب الشهيّة والنهم تحديداً.
7.الاستعداد الوراثي لإدمان الطعام
من جهة أخرى، أثبت الطبّ الحديث أنّ هناك أسباباً جينية للإصابة بالشراهة، خصوصاً بالنسبة إلى أولئك الذين نشؤوا في عائلات تعاني من الإدمان على المسكّنات، أو المخدرات، أو الكحول، وتزامنت حالتهم مع اضطرابات الأكل بما فيها الشراهة. كما ينضم إليهم المصابون بمرض كرون والقولون العصبي والاضطرابات الهضمية بشكل عام، من التي تتطلب تقيّداً بالأنظمة الغذائية.
العلاج:
على الرغم ن أنه ليس بالضرورة أن يعاني المصابون بالشراهة من زيادة الوزن، ولكن هذا يحدث في أغلب الأحيان، فيما لا يعدّ تشخيص هذه الحالة صعباً، كما أن معدلات الشفاء منه مرتفعة للغاية؛ وذلك بالتركيز مبدئياً على العلاج النفسي، والحصول على الاستشارة الغذائية من الخبراء في هذا المجال، وممارسة الرياضة الذهنية مثل اليوغا والريك.
أضف تعليق