هذه الأقراص الشهية التي تجاوزت الحدود الثقافية، وأصبحت مشهورة على المستوى الدولي وتركت بصماتها على مشهد طعام الشوارع من لبنان إلى نيويورك. وقد تحولت شعبيته كوجبة خفيفة سريعة ولذيذة ومناسبة للنباتيين إلى طبق شعبي ومنتشر في جميع أنحاء العالم، حيث تضيف كل منطقة لمستها الفريدة إلى هذا الإبداع المحبوب المصنوع من الحمص، لكن بعض الشعوب تقول طعمية، وبعضها الآخر فلافل، فهل تصدقين أن هناك فرقاً بين الاثنين؟ هذا ما يشرحه لك مطبخ سيدتي.
دبي – لينا الحوراني
لا يزال أصل هذا الطعام الشهي محل نزاع ساخن، حيث يزعم البعض أن أصل الفلافل يعود إلى مصر قبل 1000 عام، فيما يزعم آخرون أن بلاد الشام في العالم العربي (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) كانت مسؤولة عن تقديم هذا الطعام الشهي إلى بقية العالم.
-
ما هو الفلافل؟
الفلافل هو طبق شعبي من الشرق الأوسط، مصنوع من الحمص المطحون المخلوط بأعشاب وتوابل مختلفة، ثم يُقلى أو يُخبز لعمل فطائر أو كرات صغيرة مستديرة. تشمل المكونات الشائعة في الفلافل الثوم والبصل والكزبرة والكمون والبقدونس. اكتسب هذا الطبق شعبيته بين أهل بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسوريا والأردن).
يمكن أن تُعزى شعبية أنواع الفلافل المختلفة إلى التفضيلات الإقليمية والتقاليد الثقافية. في حين تهيمن الفلافل المصنوعة من الحمص في معظم أنحاء العالم، فإن الفلافل المصرية المصنوعة من الفول قد لا تكون معروفة على مستوى العالم. تساهم الاختلافات في تفضيلات الطعم والملمس، إلى جانب توافر المكونات، وقد ترجع شعبية الفلافل المصنوعة من الحمص إلى حقيقة أن العديد من الجاليات اللبنانية في الخارج قامت بتسويق مطبخها في جميع أنحاء العالم بشكل جيد للغاية.
يشير ارتفاع شعبية الفلافل إلى الوعي المتزايد والتقدير للبدائل النباتية في الأنظمة الغذائية الحديثة. بفضل قوامها المرْضي وطعمها اللذيذ، أصبحت الفلافل عنصراً أساسياً للنباتيين، سواءً تم الاستمتاع بها كسندويتش مع خبز البيتا، أو كجزء من السلطة، أو بمفردها مع صلصة الطحينة.
-
ما هي الطعمية؟
تتكون الطعمية المصرية عادة من الفول، إلى جانب الأعشاب مثل البقدونس والكراث والكزبرة، والتوابل مثل الكمون والكزبرة، غالباً ما يتم قلي الخليط للحصول على طبقة خارجية مقرمشة، وهم يفضلون الاستمتاع بها مع صلصة الطحينة أو وضعها في خبز البيتا الدافئ.
ويقال إن الطعمية تعود إلى مصر القديمة، حيث يفخر بها المصريون لأنها من الأطعمة الأساسية الشائعة وبأسعار معقولة في وجبة الإفطار.
يستخدم البائعون الجوالون في تحضير عجينتها، حجر جرانيت كبير، بحجم أكبر هاون ومدقة، حيث يخلطون مكونات الطعمية، وهذه العملية تبرز طريقة تقليدية للغاية لإعداد الطعمية.
قد يهمكِ الإطلاع على: نصائح لطبخ البقوليات بطريقة صحية وسريعة
الاختلافات الغذائية بين الفلافل والطعمية
- تدور المعركة بين هذه المأكولات الشرق الأوسطية حول قوامها ونكهاتها المميزة. وتحديداً بين الفلافل على الطريقة اللبنانية بنظيرتها الطعمية على الطريقة المصرية
- من بين الانتقادات الشائعة للفلافل، وخاصة على الطريقة اللبنانية الموجودة في مطاعم الوجبات السريعة، ميلها إلى الجفاف والتكلس. ومع ذلك، فإن إضافة المزيد من الأعشاب مع الفلافل يجعلها ناعمة بشكل ملحوظ، إذا تعالج هذه الطريقة، الشكوى من جفافها، وتضفي على الفلافل نكهة وملمساً رائعين.
- يضيف الجدل بين الفول والحمص أقاويل إضافية من التعقيد، حيث يميل بعض الناس إلى النكهة الخفيفة للفول، ويقدرون المذاق الفريد الذي يضيفه إلى المائدة، بينما يتمسك آخرون بقوام الحمص وطعمه المألوف.
- قد تواجهين وأنت تضعين خليط الفلافل بالحمص في القالب قبل القلي، صعوبة في الاحتفاظ بشكله، ولكن بمجرد أن تبدئي بالقلي، سيتماسك شكله النهائي.
- الفلافل المصنوعة من الحمص أرق بشكل عام. وبسبب رقتها، تكون أكثر هشاشة ومضغاً، بالإضافة إلى ذلك، ومع الأعشاب قد تبدو أكثر خضرة من حيث اللون، من الفلافل التقليدية، بفضل إضافة الكراث والبقدونس والكزبرة، كان الجزء الداخلي أخضر وهو ليس شائعاً، بينما الطعمية المكونة من الفول، تحتفظ بلونها البني، وهي مقرمشة من الخارج وناعمة ورقيقة وطرية من الداخل.
- من السهل أن يتم كسر الفلافل المصنوعة من الحمص، لأن حبيبات الحمص لها حجم جزيئات أكبر. كما يدخلها الزيت والحرارة بشكل أكبر؛ ما يجعل مذاقها أكثر لذة من الطعمية عند الكثيرين. فيما تعيق أحجام الجسيمات الأصغر والتركيبة المدمجة، في الفول، تعيق اختراق الحرارة والزيت ما يؤدي إلى طهي الجزء الداخلي بشكل ضئيل. في نواحٍ مختلفة، يمكن اعتبار هذا مفيداً، لأنه يضمن احتفاظ الجزء الداخلي بقوامه الرقيق المرغوب.
- هناك فرق ملحوظ آخر بين الاثنين وهو أن بعض إصدارات الطعمية المصرية عادة ما تكون على شكل أقراص بدلاً من كرات مستديرة، ومغطاة بكمية سخية من بذور السمسم.
- يظل الفرق بين الفلافل والطعمية، ولمن تعود الغلبة، أمراً شخصياً للغاية، وفي النهاية يعود الأمر للوصفة نفسها، لذلك يفضل بعض الناس، تحضير الفلافل والطعمية، عن طريق مزج الفول والحمص سوياً، للحصول على نكهة مختلفة، وسهلة في القلي.
كيفية تحضير وصفة طعمية
تكفي 50 قرص طعمية
المقادير:
- فول مدمس مجفف: 2 كوب
- بصل أحمر مقطّع إلى أرباع: حبة
- بقدونس طازج: ½ كوب
- الكزبرة الطازجة: ½ كوب
- الشبت الطازج: ½ كوب
- ثوم: 3 فصوص
- الكزبرة المطحونة: ملعقة ونصف صغيرة
- ملح: ملعقة ونصف صغيرة
- الكمون المطحون: 1 ملعقة صغيرة
- بذور السمسم (اختياري): 1 كوب
- الزيت النباتي للقلي، أو حسب الحاجة: ربع جالون
طريقة التحضير:
- ضعي الفول في وعاء كبير وغطيه بعدة بوصات من الماء. اتركيه منقوعاً لمدة 8 ساعات أو ليلة كاملة. صفيه.
- امزجي الفول المنقوع والبصل الأحمر والبقدونس والكزبرة والشبت والثوم والكزبرة والملح والكمون في محضر الطعام؛ واخفقي المكونات حتى تحصلي على قوام يشبه العجين.
- سخني مقلاة على نار متوسطة، أضيفي بذور السمسم، واطهيها مع التحريك من حين لآخر حتى تتحمص، لمدة 5 دقائق تقريباً. انقليها إلى طبق كبير.
- قومي بتشكيل خليط الفول إلى حوالي 50 كرة، ثم قومي بغمس الكرات في السمسم لتغطيتها.
- إملئي ربع قدر كبير بالزيت؛ سخنيه على نار متوسطة. اقلي كرات الفول على دفعات حتى تكتسب اللون البني الذهبي، لمدة 3 إلى 5 دقائق لكل دفعة. صفيها على مناشف ورقية.
أضف تعليق